الدورة الزراعية و التركيب المحصولي…هل يوجد اختلاف بينهما؟
الدورة الزراعية و التركيب المحصولي…هل يوجد اختلاف بينهما؟
« »الدورة الزراعية و التركيب المحصولي،،هل يوجد اختلاف بينهما؟؟! وهل عودة الدورة الزراعية ذات فائده للارض وللفلاح ؟؟
التركيب المحصولي لأي منطقة من المناطق او أي بلد من بلدان العالم هو عبارة عن المساحات المزروعة بمختلف انواع النباتات الاقتصادية والتي تشتمل على نباتات المحاصيل الحقلية و محاصيل الخضر والفاكهة ونباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية وهكذا، ونباتات المحاصيل الحقلية ومحاصيل الخضر ومحاصيل الفاكهة توجد دائما في كل المناطق الزراعية ولكن تتفاوت نسبة كل منها من مكان لأخر ومن بيئة لأخرى ومن مجتمع لأخر حسب السياسة الزراعة والظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل مجتمع على حدة. وعادة ما يكون التركيب المحصولي لمنطقة ما مرنا ولكن درجة المرونة تكون متغيرة من محصول الفاكهة ذي الاشجار المعمرة تكون قليلة بعكس المحاصيل الحقلية الحولية التي تكون درجة مرونتها عالية. ولهذا فان التركيب المحصولي للنباتات المعمرة يكاد يكون ثابتا من عام لأخر لمدة طويلة اما المحاصيل الحولية فقد يتغير التركيب المحصولي لها على فترات قصيرة
الدورة الزراعية
هى نظام تتابع المحاصيل الزراعية في تربة معينة في زمن معين هذا وتختلف مدة الدورة الزراعية من سنتين الى سبع سنوات وتتوقف مدة الزراعية على نوع وطبيعة المحاصيل الداخلة فيها
وتختلف الدورات الزراعية في مفهومها عن التركيب المحصولي اختلافا تاما فالتركيب المحصولي لمنطقة ما يحتوي على الانواع الثلاثة من الانتاج النباتي (محاصيل الحقل، محاصيل الخضر، ومحاصيل الفاكهة) ولكل نوع من هذه الانواع الثلاثة يخصص جزء من المساحة لزراعته اما الدورة الزراعية فتصمم لكل نوع من الانواع الثلاثة على حدة فتوجد دورة لمحاصيل الحقل واخرى لمحاصيل الخضر وبالنسبة لأشجار الفاكهة غالبا لا تتبع فيها دورات زراعية نظر لانها اشجار معمرة
فوائد الدورة الزراعية
للدورة الزراعية العديد من الفوائد التي تعود على المزارع والتربة معا نوجزها فيما يلي
الحد من انتشار الآفات الزراعية مثل الحشرات او الامراض الفطرية وغير الفطرية –
المحافظة على خصوبة التربة حيث يمكن عن طريق الدورات الزراعية زراعة المحاصيل المجهدة للتربة كالقطن وقصب السكر والذرة الشامية بالتبادل مع المحاصيل المفيدة للتربة مثل المحاصيل والاعلاف البقولية
الاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في طبقات التربة المختلفة
المحافظة على المادة العضوية الموجودة في الارض الزراعية فالمجموع الجذري لهذا المحصول يعوض التربة عما فقدته عند زراعة المحاصيل المجهدة
زيادة انتاجية المحصول حيث ان تكرار زراعة الارض بمحصول واحد يضعف المحصول ويقلل من انتاجيته حتى ولو توافرت جميع العناصر الغذائية اللازمة له
تنظيم ادارة المزرعة وتوزيع العمل بها على مدار العام
عدم الاعتماد على محصول واحد فقط بالمزرعة وتوزيع العائد على مدار السنة مما يعطي ضمانات للربح لان الاعتماد على محصول واحد قد يتسبب في خسارة فادحة للمزرعة اذا فشل هذا المحصول لسبب ما
توفير الاسمدة نتيجة لتعاقب المحاصيل حيث تستفيد المحاصيل المنزرعة بعد محصول بقولي بما ثبته هذا المحصول من عنصر الازوت كما ان ترك الارض بورا او اراحتها طويلا يعمل على تحسين التربة وعدم اجهادها
النقاط الاساسية الواجب توافرها في الدورة الزراعية
هناك عدة نقاط يجب توافرها في الدورة الزراعية لضمان نجاحها وتحقيق الفوائد المرجوة منها هذه النقاط يمكن تلخيصها كما يلي
ان تظل مساحة كل محصول ثابته تقريبا من عام لاخر الا اذا اقتضت الضرورة الملحة تغيير المساحات
ان تشتمل الدورة على محاصيل العلف الاخضر اللازمة لتغذية الحيوانات الموجودة بالمزرعة
ان تحتوي على محصول واحد على الاقل من المحاصيل تزرع على مسافات متباعدة والتي تخدم جيدا بالعزيق للحد من انتشار الحشائش
ان تراعي نوعية المحاصيل المقرر زراعتها حسب كمية المياه المتاحة
لابد ان تحتوي على محصول نجيلي واحد على الاقل للاستفادة من العناصر الغذائية الموجودة في طبقة سطح التربة
ان تحتوي على محصول بقولي واحد حتى يمكن الاستفادة منه في تثبيت عنصر النيتروجين وبالتالي في تحسين حواص التربة
ان يحتوي على محصول يعطي عائدا نقديا سريعا ليغطي تكاليف زراعة بعض المحاصيل التالية له
تصميم الدورة الزراعية
هو اختيار المحاصيل التي تشملها وتحديد المساحة التي يشغلها كل محصول وترتيب زراعة هذه المحاصيل وهناك العديد من العوامل التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار عند تصميم الدورة الزراعية وهي كالتالي
نوع التربة
هذا العامل هو اهم العوامل على الاطلاق ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار حيث ان كل نوع من المحاصيل يجود في تربة معينة دون الاخرى ويمكننا هنا على سبيل المثال لا الحصر ذكر بعض انواع التربة واهم المحاصيل التي تجود فيها
أ- التربة الطينية والطينية الصفراء
تجود زراعة كل من القمح والقطن والبرسيم المصري والبرسيم الحجازي والكتان و الفول ولوبيا العلف والشعير والذرة الشامية والذرة الرفيعة فيها
ب- التربة الصفراء والصفراء الرملية
ويجود فيها قصب السكر والبرسيم المصري والبرسيم الحجازي والارز والحمص والقرطم ولوبيا العلف والقمح والشعير والذرة الشامية والذرة الرفيعة
ج- التربة الرملية
ويجود فيها كل من السمسم والفول السوداني والترمس والقمح والشعير وحشيشة السودان والذرة الرفيعة والدخن
هذا التحديد ليس تحديدا قطيعا حيث انه باستخدام الطرق الحديثة للزراعة بصورها المتعددة مثل استخدام الميكنة الزراعية واضافة الاسمدة والمخصبات المتنوعة المصادر والاشكال
امكن زراعة اصناف معينة لم تكن لتجود في تربة معينة في الماضي
المناخ
لكل محصول متطلبات مناخية معينة لابد من توافرها حتى يعطي اعلى انتاجية له ولذا تفضل زراعة كل المحصول في الموسم الذي يوفر له معظم هذه المتطلبات مثل احتياجاته الضوئية من الحرارة والرطوبة المثلى في كل مرحلة من مراحل نموه
بالإضافة الى العاملين السابقين التربة والمناخ توجد بعض العوامل الاخرى التي تتحكم في تصميم الدورة الزراعية منها
مدى توافر مياه الري بالمنطقة وطبيعة ونظام الري، ومدى بعد المنطقة او قربها من الاسواق وتكاليف النقل، ومدى توافر راس المال حيث ان العائد النقدي لكثير من المحاصيل التقليدية ليس مرتفعا في حين ان العائد النقدي لمحاصيل الخضر يكون مرتفعا ولكن في المقابل لا تحتاج المحاصيل التقليدية الى كثير من راس المال لإنتاجها بعكس محاصيل الخضر التي تحتاج الكثير من راس المال
وعموما يجب ان تراعى ايضا حالة التربة التي تقام عليها الدورة عقب كل محصول ومدى تأثير تلك الحالة على المحصول التالي مثل كثرة الحشائش وكيفية التخلص منها
خطوات تصميم الدورة الزراعية
هناك ثلاث نقاط تجب مراعاتها عند تصميم الدورة الزراعية هي
تحديد مساحة كل محصول في الدورة
تحديد مدة الدورة وتقدر بعدد السنين التي تمضي على زراعة المحصول الرئيس في نفس الارض مرة ثانية
تقسيم محاصيل الدورة بحسب موسم زراعتها الى محاصيل شتوية واخرى صيفية
،،،،مما سبق يتضح ضرورة عودة الدورة الزراعية لاراضينا المصريه لطبيعتها،،لما لها من فوائد للارض وللفلاح ولزيادة الانتاج ،،،